عدد الرسائل : 80 العمر : 37 تاريخ التسجيل : 24/06/2007
موضوع: اختيار الله الأحد أكتوبر 21, 2007 1:25 pm
شاب رياضي .... يتمتع بحياء شديد يخفي عدم ثقته في نفسه ... بغلاف لامع برّاق ... مهذب جداً .. وعلى خلق ... تسبقه ابتسامته العريضة المرحبة ... لا يمكن أن ترى وليداً إلا وتشعر أنك تعرفه من سنين ... وبكل هذا الحنان في عينيه .... ورغبته في الحب والاستقرار كان يجتذب زميلاته إلى مداره الواحدة تلو الأخرى ..... ليس ألعباناً أو زير نساء ولكنه راغب دائماً أن يكون محط الأنظار والاهتمام.. وفي سبيل ذلك مستعد أن يفعل الكثير .... هو أيضا شاب طموح طيب القلب .... وياليته يعرف لله طريقاً ... اذا لاكتملت صورته ..
يُظهر إعجابه بفلانة أوالأخرى من تحت نظرة عينيه .... فخجله الشديد يمنعه من المواجهة بجرأة ...وثقته المهزوزة فيمن يستطيع أن يقدمه تضفي غموضاً على تلك النظرة .. ومن بين زميلات السكشن كانت ولاء
أعجبتها وسامته .. وجذبها هدوؤه وبدأ التعامل بينهما يأخذ طريقاً أكثر قرباً ... ومرت الأيام والسنوات ..... وأدبه وتهذيبه يجعل منهما ثنائياً يبشر بزواج سعيد ناجح .... لم يفاتحها في ارتباط ولم تطلب منه شيئاً ولكن الذهاب من وإلى الجامعة معاً ... وكراساته التي تحملها عنه ..... وضبط مواعيده .... كانت تحمل عنواناً واحداً ... نحن معاً
وشيئاً فشيئاً ... بدأا بالظهور في النادي معاً .... ويسأل الزملاء عنه إذا قابلوها وإجابتها عن خططه واضحة ودقيقة ... كل شيء يقول إن المسار إلى المأذون ليس ببعيد
وفي لقطة عارضة .... التفت وليد إلى قرآنه الذى بدأ يتعلم قراءته ..... وانفتحت في قلبه بوابة إلى الله وجد فيها كل ما كان ينقصه ... ورأى فيها اكتمال شخصه .... وكان أول من حاول جذبه معه إلى هذه البوابة هي ولاء .... ولم تمانع أن تغطي شعرها مادام هذا هو ما يقوله لها عن العبادة والدين رغم معارضة أهلها لهذا الخط ....
الدين في القلب ..... وفي الأخلاق
عارفة يا بابا بس بيقولوا الحجاب فرض
وأنت مقتنعه إنه فرض
أيوه
طيب اقنعيني
وليد قال لي إنها آية في القرآن
هو وليد ده اللي بيلعب في دماغك .... وأنا الموضع ده مش عاجبني من زمان
وليد إنسان كويس يا بابا .... محترم وعمره ما أساء إلي
وهو ده بقى أملك في الحياة ....؟؟؟ مستقبله إيه إن شاء الله؟؟
مستقبله ...... مستقبله كويس ...
اللي أعرفه إنك بتنجحي بجيد جداً وهو بمقبول
كل البنات دايماً أشطر
أنا يا بنتي أتمنى لك كل السعادة اللي في الدنيا .... وأتمنى إنك يوم ما تتجوزي وتختاري شخص مناسب ... له مستقبل ..... شخص نبقى فخورين بيه كده وفرحانين إنه حيتجوز بنتنا
الفلوس مش كل حاجة ... ووليد عنده شقة
هو أنا جبت سيرة الفلوس دلوقتي .... أنا بقول مستقبل ... مستوى اجتماعي ... عيله وناس ...نسب يشرف ....... يوووه !!!! هو أنا كل ما أكلمك حتعيطي .... خلاص أنت حرة .... بس متشكيش بعد كده
لم يخيب وليد ظنها حين أخبرته أنها وقفت من أبيها موقفاً عدائياً بسببه لأول مرة ... ووعدها بطلب يدها ...
وفي أحد ليالي الشتاء جلس وليد في المسجد- الذي أصبح أحب مكان إلى قلبه- بعد صلاة المغرب ينتظر العشاء .. ولمح من بعيد الشيخ شاكر إمام المسجد فذهب إليه محيياً وجلس إلى جواره يتابع قراءته
- إنت خلصت جامعة يا وليد
- أيوه يا عم الشيخ
- طيب يا بني تقدر تكمل نص دينك وللا ظروفك ماتسمحش ؟؟؟ أصل يابني أكتر حاجة تعصم الواحد من الزلل هي الجواز
- ما أنا ناوي إن شاء الله
- على خيرة الله ..... الجواز عفة وهو أكبر فتنة في حياة الراجل منّا ... يا يطلع بيه الجنة يا بعيد عنك !!!!
- لا إن شاء الله ... نروح الجنة
- هايل !!! إن شاء الله بنات الناس المحترمة كتير
- الحقيقة أنا خاطب يا عم الشيخ
- كده ... طيب على بركة الله ... وياترى يابني تأكدت من دينها والتزامها ..؟؟؟
- هي إنسانة كويسة قوي يا عم الشيخ ..طيبة كده .... واحنا ... احنا ...!!
- بتحبوا بعض .... فهمت يا بني .... ربنا يوفقك
وذهب للقاء والد ولاء ... لم يرحب الرجل به كثيراً وإن كان لم يسئ إليه بكلمة ....
أنا عندي شقة يا عمي وإن شاء الله أرتب باقي الحاجات ... أنا معتمد على نفسي زي ما حضرتك عارف
عارف يا سيدي ... عموماً.... أنا مش عاوز أكتر من الشيء المناسب
طبعاً ... المناسب طبعاً إن شاء الله ....
وعلى مائدة في طرف حديقة النادي .... كان يبدو عليه الضيق
مالك مكشر من ساعة ما قعدنا ؟
مش فاهم أصلي مناسب دي باباك قصده بيها إيه ؟؟
قصده ... شيء مناسب لمستوانا يعني العادي
ما أنت عارفه إني معنديش إمكانيات ... ومعرفش أهلي حيعملوا لي إيه ؟؟
مش بتقول جابوا لك شقة
أيوه شقة ... وبعدين الباقي بقى مش عارف .. يعني أنا حاخد اللي حيدوهو لي
مش قصدي يا وليد .... قصدي يعني لازم تيجي على نفسك شويه زي ما أنا جيت على نفسي شوية
قومي نروح
الله .... ليه بتعمل كده .. كل أب بيتمنى لبنته أحسن حاجة في الدنيا
وأنا إيه بقى ؟؟؟ مش قد المقام واللا إيه ؟؟
أنا بحبك يا وليد وانت أحسن واحد في العالم عندي ... بس بابا مش بيعتبرك كده طبعاً
أنا زهقان وعاوز أروح .... سلام عليكم
جلس إلى جوار الشيخ شاكر متحفزاً لفتح موضوع ولكنه لم يعرف كيف ..... وانقضت صلاة العشاء وقام الرجل لينتعل خفه ويرحل ... وقبل أن يطفئ نور المسجد وجد وليداً ما زال قابعاً إلى جوار المحراب
مالك يا وليد ... إنت مش مروح يابني واللا إيه ؟؟
الحقيقة كنت عاوز آخد رأي حضرتك في حاجة
قوي يابني اتفضل
فاكر لما قلت لحضرتك إني خاطب
أيوه يابني.... طبعاً ..خير فيه حاجة ؟؟؟
مش عارف كده كنت عاوز أعرف رأي حضرتك في الموضوع
ده موضوع يخصك وحدك ...دي حياتك وأنت أدرى بظروفك ...يعني أنا يابني ماليش رأي
بس أنا نفسي أعرف رأي حضرتك
والله الحاجات دي بيبقى الرأي فيها حساس شوية .... يعني لو فيه مشكلة معينة قول أنا تحت أمرك
أصل باباها شايف إني مش مناسب ليها ... وهي بتحاول معاه بكل الطرق بس أنا مش عارف حقدر على طلباته واللا لأ ؟؟
والدها شايف إنك أقل منها ؟؟؟؟؟
مش بالضبط !! يعني شايف إنها ممكن تتجوز حد أحسن مني مثلاً ...
طيب وتبقى فين القوامة بتاعتك على البيت يابني إذا كنت أصلاً حيعطفوا عليك ويقبلوك ؟؟ ده إنت تعيش طول عمره بذل أنهم رضوا بك
هي بتحبني جداً .... وأنا كمان
عاوز رأي واللا كفاية ؟؟
طبعاً يا عم الشيخ
ولا أنت بتحبها ولا حاجة ...لو بتحبها ومتمسك بيها ما كنتش تاخد رأي حد ..
لأ يا عم الشيخ بحبها .... ليه بتقول كده
..ما أنا قلت لك لو بتحبها ومقتنع بيها مش حتاخد رأي حد ....قل اتعودت عليها ..معقول !!.... وبعدين إذا كانت هي البنية اللي شفتها معاك في عربية ......فأنا بصراحة انسدت نفسي ... وقلبي انقبض