ماذا لو .. خمسين صلاة فى اليوم
"الإسراء والمعراج"، تلك الرحلة المباركة التي أعرج فيها بنبي الله محمد (صلي الله عليه وسلم) إلي السماء السابعة بعد أن تطهر بماء زمزم، لينزل ذلك الفرض المقدس الذي نمارسه كل يوم خمس مرات.
فعن ذلك اليوم يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "فأقبلت راجعا، فلما مررت بموسى بن عمران ونعم الصاحب كان لكم، سألني كم فرض عليك من الصلاة؟"
فقلت خمسين صلاة كل يوم فقال إن الصلاة ثقيلة وإن أمتك ضعيفة فارجع إلى ربك، فاسأله أن يخفف عنك وعن أمتك.
فرجعت فسألت ربي أن يخفف عني، وعن أمتي، فوضع عني عشرا.
ثم انصرفت فمررت على موسى فقال لي مثل ذلك فرجعت فسألت ربي، فوضع عني عشرا .
ثم انصرفت، فمررت على موسى، فقال لي مثل ذلك فرجعت فسألته فوضع عني عشرا، ثم لم يزل يقول لي مثل ذلك كلما رجعت إليه قال فارجع فاسأل حتى انتهيت إلى أن وضع ذلك عني، إلا خمس صلوات في كل يوم وليلة.
ثم رجعت إلى موسى، فقال لي مثل ذلك فقلت: قد راجعت ربي وسألته، حتى استحييت منه فما أنا بفاعل".
رواه البيهقي في كتاب دلائل النبوة وابن جرير وابن أبي حاتم فمن أداهن منكم إيمانا بهن واحتسابا لهن كان له أجر خمسين صلاة مكتوبة.
ماذا لو ظلوا كما هم؟!
ورغم أن "لو" تفتح عمل الشيطان، إلا أننا نتساءل، ماذا لو ظلت الصلاة خمسين، ولم تخفف إلى خمس صلوات فقط؟!..
يعني فيما لا يقل عن 250 دقيقة يوميا من الصلاة، مما سيؤدي إلى غلق صالات الألعاب الرياضية في الدول الإسلامية، وإلغاء الحمية الغذائية لدى المسلمين.
يعني خمسين مرة من الوضوء، مما كان سوف ينذر بوجود أزمة في الماء، ولن يهتم مسلم أو مسلمة ملتزمة بأداء الصلاة من وضع العطور أو مساحيق التجميل.
وماذا لو فقد أحد المصلين إحدى صلواته هل كان سيحرص على أدائها، أم سينتهز أنه فقد إحداهن، وكيف كان سيسجل المسلمين الصلوات التي أتم أداءها..
وهل كان سينتشر الإسلام ليصبح الديانة الرسمية لخمس سكان الأرض، هل كانت ستظل تلك الصلة الوثيقة بين المسلم وتلك العبادة التي تحتوي على تلك المنجاة مع خالق الكون بنفس القوة؟!..
فماذا لو كنت مطالباً بأداء خمسين صلاة كل يوم، كيف كان سيصبح يومك؟!..