الشرطة الصهيونية تعرقل دخول أطفال المخيمات الصيفية إلى الأقصى
قلقيلية/صابرون - 2007-07-25
في خرق واضح لحرية الأديان وحرية العبادة داخل المسجد الأقصى قامت عناصر من الشرطة الصهيونية المتواجدة على بواباته اليوم الأربعاء بعرقلة دخول المئات من أطفال المخيمات الصيفية ومنعتهم من ترديد عبارات التكبير والتهليل داخله، في المقابل سمحت لعدد من المتطرفين اليهود باقتحامه وأداء بعض الطقوس والتمتمات الدينية الخاصة بهم في ساحات وجنبات المسجد الأقصى بمناسبة ما يسمى "ذكرى خراب الهيكل". وأشار الشيخ محمد حسين – مفتي القدس والديار الفلسطينية، والشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني أن الشرطة الإسرائيلية تقوم بإدخال المستوطنين بقوة السلاح مؤكدين أن على المسلمين واجب المحافظة على قدسية المسجد الأقصى من خلال تكثيف الرباط وتقويته يومياً في رحاب المسجد الأقصى المبارك. وأشارت مؤسسة الأقصى في بيان لها أنها سيرت اليوم العشرات من الحافلات والسيارات الخاصة نحو المسجد الأقصى عبر " مسيرة البيارق " وتواجد المئات من أهالي الداخل الفلسطيني وأهل القدس منذ ساعات الصباح الباكرة في ساحات المسجد الأقصى، واستنفرت دائرة أوقاف القدس حراس وسدنة المسجد الأقصى المبارك، وقام الشيخ محمد حسين والشيخ حسن البراغيثي – مدير المسجد الأقصى – بجولات ميدانية صباحاً في ساحات المسجد الأقصى وعلى أبوابه وخاصة عند باب المغاربة حيث اعتادت الجماعات اليهودية اقتحام المسجد الأقصى المبارك، وتجمع المرابطون من أهل الداخل الفلسطيني والقدس في الساحات الداخلية للمسجد الأقصى المبارك قبالة باب المغاربة.
وقام المتطرفون بجولات ميدانية مرورا بالمصلى المرواني وقبة الصخرة بحماية الشرطة، وعندما حاول عدد من المرابطين وحراس المسجد الأقصى منعهم تعرضت لهم الشرطة وأبعدتهم بقوة السلاح والتهديد عن أفراد الجماعات اليهودية، وهددت كل من يقترب منهم بالاعتقال والإبعاد عن المسجد الأقصى، ولوحظ أن الشرطة الإسرائيلية تصرّ على السماح لأفراد الجماعات اليهودية بتأدية الطقوس الدينية اليهودية داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك، كما ورصد خلال اليوم تنكر أفراد من اليهود بزي مدني واقتحامهم لعدة أماكن في المسجد الأقصى منها مسجد النساء وذلك بحراسة شرطة إسرائيلية، إلا أن انتباه بعض حراس المسجد الأقصى كشف أمرهم وتمّ إخراجهم من مسجد النساء.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد أغلقت مداخل القدس منذ الصباح ونصبت الحواجز العسكرية وكثفت من تواجدها في المدينة القديمة وبالذات على أبواب المسجد الأقصى المبارك، كما برز التواجد المكثف وغير العادي للقوات الخاصة الإسرائيلية في رحاب المسجد الأقصى المبارك، والذين قاموا بجولات تفتيشية ورقابية داخل المسجد الأقصى المبارك وهم مدججون بسلاحهم.
الشيخ محمد حسين
وقال الشيخ محمد حسين خلال جولته الميدانية في ساحات الأقصى صباحاً : " منذ تاريخ 20-8-2003 والسلطات الإسرائيلية تقوم بإدخال المستوطنين بحجة السياحة إلى المسجد الأقصى بالقوة، وموقف الأوقاف الإسلامية في القدس واضح وهو أنها ترفض إدخال أي إنسان إلى المسجد الأقصى بالقوة وبدون إشرافها، لكن من يقوم بإدخال المتطرفين إلى المسجد الأقصى بالقوة ضارباً بكل الحساسية للمسجد الأقصى وقدسيته لدى المسلمين هو وحده الذي يتحمّل نتائج هكذا تصرفات "، وأضاف الشيخ محمد حسين :" ولا يعني إدخال الشرطة الإسرائيلية المستوطنين والمتطرفين إلى المسجد الأقصى بالقوة أن يتخلى المسلمون عن واجباتهم بالمحافظة على قدسية وسلامة المسجد الأقصى، فالأوقاف وكل المرابطين من القدس وأكناف بيت المقدس هم جنود للمحافظة على قدسية المسجد الأقصى المبارك الذي يشكل عقيدة عند المسلمين، وقبلتهم الأولى ومسرى الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم – وثالث مسجد تشدّ إليه الرحال ".
الشيخ رائد صلاح
من جانبه صرح الشيخ رائد صلاح لمؤسسة الأقصى خلال تواجده ورباطه بالقرب من المسجد الأقصى بسبب التقييدات القضائية المفروضة عليه على خلفية نشاطه المعارض لهدم طريق باب المغاربة : " إنّ ما شهده المسجد الأقصى الأسير في هذه الأيام من اعتداءات قبيحة قام بها بعض سوائب المستوطنين تحت سمع وبصر قوات الاحتلال الإسرائيلي، بات مشهداً متكرراً مع شدة الأسف كل يوم على مدار الأشهر القريبة الماضية، في كل يوم باتوا يقتحمون المسجد الأقصى ويؤدون طقوسهم الدينية في باحات المسجد الأقصى المبارك الداخلية، فارضين هذا الاعتداء الصارخ بقوة الاحتلال وبسطوة سلاح الاحتلال، رغم أنف كل الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني الرسمي والشعبي، وما حدث اليوم هو جزء من هذه الاعتداءات، والتي تدفعنا أن نواصل رباطنا في المسجد الأقصى يومياً من خلال مسيرة البيارق، ومشروع رباط حمائل القدس الشريف في المسجد الأقصى المبارك "، وأضاف الشيخ :" حتى نحقق أكبر حشد يومي في المسجد الأقصى المبارك علينا أن نضاعف من همتنا في المشروعين المذكورين ولا يوجد إمكانية سوى ذلك، ونأمل أن يدرك الأهل في الداخل الفلسطيني وأهلنا في القدس خاصة أننا لسنا في أيام عادية وعلى الجميع أن يبقى مستعداً لتلبية نداء المسجد الأقصى في كل لحظة ".
اجتماع لنصرة الأقصى
في سياق متصل أجتمع بعد ظهر اليوم وبعد ساعات من الرباط وفد من الحركة الإسلامية ضم كلا من الشيخ كمال خطيب – نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني – والشيخ علي أبو شيخة – رئيس مؤسسة الأقصى – مع مسؤولي دائرة الأوقاف في القدس ضم كل من فضيلة الشيخ عبد العظيم سلهب – رئيس مجلس أوقاف القدس – وفضيلة الشيخ عزام الخطيب- مدير عام أوقاف القدس، وتمحور الاجتماع حول قضية مناصرة المسجد الأقصى المبارك، والتباحث في آخر المستجدات المتعلقة.
منع أطفال المخيمات الصيفية
ومن جانب آخر قامت الشرطة بتحرير هويات المرشدين بالمخيمات الصيفية وإعطائهم أوراقا تحمل أرقاما بدلا منها، وحذرتهم في حال صدور عبارة "الله اكبر" داخل الأقصى من قبل أطفال المخيم سوف يتم اعتقالهم.
في حين قامت بتوقيف أطفال مخيمي "نادي الوحدة" المقام في أم الشرايط و"نحن القدس" السادس المقام في جمعية الشبان المسيحية في ضاحية البريد لمدة ساعة ونصف المشاركين في " مشروع شد الرحال " الذي تنظمه جمعية الرازي برعاية المكتب الحركي لرجال الأعمال، ثم سمحت لهم بدخول المسجد الأقصى.
واعتقلت أفراد الشرطة الإسرائيلية مدير عام جمعية الرازي للثقافة والعلوم جميل دويك وعضو اللجنة الإدارية لنادي الوحدة نجاتي الحلواني، وتم تقييدهما واقتيادهما إلى مخفر الشرطة القريب من حائط البراق والتحقيق معهما لمدة ساعتين ثم أخلي سبيلهما.
وكان مدير جمعية الرازي وأمين سر المكتب الحركي لرجال الأعمال يوسف مخيمر وعضو المكتب الحركي لرجال العمال موسى جابر وعبير رزق والمرشدين المتطوعين قد رافقوا نحو 200 طفل وطفلة من القدس ومناطق خلف الجدار، في جولة ميدانية في البلدة القديمة والقدس والمسجد الأقصى المبارك، ضمن مبادرة تقوم بها عدد من المؤسسات المقدسية من أجل شد الرحال للمسجد الأقصى.
وقال موسى جابر " تأتي الزيارات التضامنية مع المسجد الأقصى من أجل تأكيد حرص مؤسسات المجتمع المدني على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وإبلاغ رسالة واضحة لحكومة الاحتلال بوقف إجراءاتها التي تنتهجها في القدس من أجل تهويدها والسيطرة على مقدساتها وقدرات العيش فيها.
من جانبه استنكر رئيس جمعية الرازي يوسف مخيمر عرقلة دخول أطفال المخيمات للمسجد الأقصى واعتقال مدير عام الجمعية جميل دويك ونجاتي الحلواني مؤكدا أن إجراءات شرطة الاحتلال للإعاقة دخول المخيمات الصيفية لساحات المسجد الأقصى واعتقال المرشدين عليها لن تثني أحدا عن إصراره في التوجه إلى الأقصى والرباط فيه.
وقال " في وقت يستدرك في العالم الإسلامي عظم الخطر الذي يحيط بمقدساتنا في الأراضي الفلسطينية والمسجد الأقصى المبارك.
في حين عبر الأطفال عن سعادتهم لمشاركتهم في هذه الجولة لحرمانهم من زيارة المسجد الأقصى.